ييراء

موقع أيام نيوز

وصلوا بعد وقت للعيادة، هبطوا وتفاجئ بها تمسك بيده وتنظر له بخوف، ف شدد على يدها ونظر لها بإطمئنان.

جلسوا وانتظروا بعد الوقت حتى قالت الفتاة الجالسة أمامهم حان الأن دورهم.

دلف مهاب وسلمى خلفه بخوف، ف أمسك يدها وسحبها برفق بجانبه.

- اتفضلوا اقعدوا.

ابتسم لها مهاب بعملية وجلس بينما ظلت سلمى واقفة، كاد مهاب أن يتحدث ويخبرها بالجلوس، لكن أشارت له الطبيبة بالصمت وقالت هي بإبتسامة:

- اتفضلي اقعدي مدام سلمى مش كدا؟

نظرت سلمى لمهاب بخوف، ف ابتسم لها مهاب وحرك رأسه ناحية الطبيبة؛ بمعنى أن تجيب عليها.

ف حركت سلمى رأسها بنعم ولم تنطق.

ابتسمت لها الطبيبة نهال وقالت:

- طب أقولك يا سلمى ولا مدام سلمى؟ أصلي كبيرة أوي قد مامتك، بس يبان عليا صغيرة.

إكتفت سلمى بإبتسامة ف أردفت الطبيبة:

- خلاص هقولك يا سلمى؟ اقعدي يا سلمى.

جلست سلمى على الكرسي أمام مهاب بخوف، وظلت تفرك بيدها كعادتها.

ابتسمت نهال وقالت لمهاب:

- تقدر تتفضل يا أستاذ مهاب ولما تخلص هنتصل بيك، أو تقدر تستنى برة هي أول مرة ف مش هنتأخر.

وقفت سلمى بصدمة فور استماعها لكلمات نهال، وحركت رأسها بصدمة وقالت ببكاء:

- لأ مش هيمشي، أو أو خلاص همشي أنا معاه أنا مش عايزة أقعد هِنا.

أجلسها مهاب على المقعد برفق وهو يقول:

- إيه يا سلمى قولنا إيه؟ مش همشي هفضل برة والله.

وقفت سلمى وقالت ببكاء:

- إنتَ وعدتني مش هتسيبني، أنا عايزة أروح أنا عايزة قاسم، لو ما روحتنيش هقول لقاسم ياخدني.

ثم بدأت بالبكاء وهي تتراجع عنه بخوف.

أشارت له نهال بأن يذهب ويتركها، ف نظر لها ولسلمى بخوف وقال:

- ينفع أفضل معاها؟

حركت نهال رأسها بنفي وقالت:

- لأ مش هينفع؛ عايزة أتكلم معاها شوية صغيرين، وهي شاطرة ومش هتعمل حاجة؟ صح يا سلمى؟

نظرت له سلمى ببكاء وهي تترجاه بنظراتها ألا يتركها، ف اقترب منها وقال:

- هستناكِ برة ومش هتحرك، هتخلصي كلام مع الدكتورة وهنمشي ماشي؟

حركت سلمى رأسها بنفي ف نظر لها بخوف وقالت هي:

- إنتَ قولت مش هتسيبني قولت مش هتسيبني.

- أنا برة والله، برة.

نظر للطبيبة بحيرة وهو يراها تتمسك به، ف أشارت له الطبيبة بالخروج وهي تنظر له بإطمئنان.

سحب مهاب يده من يدها ونظر لها نظرة أخيرة وخرج بسرعة ولم ينظر خلفه وهو يستمع لصوت بكائها ومناداتها باسمه.

ظلت تبكي بشهقات وهو يقف عند الباب بالخارج يقول في نفسه:

- مش هسيبك والله، بس كله لمصلحتك.

لا يعلم أ يفرح بتمسكها به وشعورها بالأمان معه؟ أم يشفق على حالها وخوفها المحزن؟

استمع لصوت رنين هاتفه، ف أخذه من جيبه وجده قاسم ف أجاب:

- أيوة؟

أجاب قاسم بتوتر وقلق:

- أيوة يا مهاب إنتَ فين؟

ذهب وجلس على المقعد وهو يقول بتنهيدة:

- عايز إيه يا قاسم؟

استمع لصوت قاسم القلق وهو يقول:

- إنتَ في البيت؟ أنا عايز أكلم سلمى، أنا حاسس إن فيها حاجة، هاتها؟

أبعد مهاب الهاتف عن أذنه، وهو يهمس:

- ما كنتش أعرف إنكوا متعلقين ببعض كده! أخته ولازم أقوله.

أعاد هاتفه واستمع لقاسم وهو يقول:

- يا ابني إنتَ فين؟ فين سلمى؟

أجاب مهاب بضيق وحزن:

- أنا خدت سلمى عند دكتورة نفسية يا قاسم، سلمى محتاجة تتكلم مع حد ويسمعها.

صدم قاسم وقال:

- دكتورة نفسية!

- أيوة، إنتَ كان

صمت مهاب وهو يقول في نفسه، لا يجب أن يخبره أن سلمى كانت بحاجة لهذا الأمر من زمن حتى لا يحزن قاسم ويشعر بالذنب اتجاهها.

أكمل مهاب:

- أقصد إن سلمى أنا حاستها انطوائية زيادة عن اللزوم ومش بتتكلم وعرفت إنها مش بتخرج وبتخاف من أي حاجة ف قولت إنها هتحتاج لكدا.

قال قاسم بقلق:

- يعني إنتوا دلوقت عند الدكتورة؟

- أيوة.

- طب وهي عاملة إيه؟ خلي بالك منها يا مهاب، أنا عارف إنك غيري ومش هتخاف عليها زيي، أنا كنت بخاف عليها زيادة أوي من وقت اللي حصلها، بخاف عليها بهوس، ومكنتش بخرجها وهي معترضتش وانا كان لازم أحس إن فيها حاجة من زمان وقتها.

تنهد مهاب وقال:

- خلاص يا قاسم اللي حصل حصل، متحملش نفسك فوق طاقتها، هو نصيبها كدا هي مفيهاش حاجة مجرد خوف وتوتر وقلق، شوية وقت وبإذن الله كل حاجة هتعدي.

- يا رب، لما تخلص يا مهاب ما تنساش تخليها تكلمني وانا كل شوية هكلمك.

- تمام يا قاسم، عايز حاجة.

- مع السلامة.

أغلق قاسم معه الخط وأسند جسده على الفراش وهو يتنهد بحزن:

تم نسخ الرابط