ييراء

موقع أيام نيوز

انحنى وقبلها وهي تحاول مجارته ووقف ارتعاش جسدها لكنه يزداد.

هبطت دموعها بصمت وهو يقترب منها.

وبعد فترة.

- إيه الدم ده!

إيه الدم ده!

نظرت له وللدماء برعب، ثم فقدت وعيها.

- سلمى سلمى فوقي!

إعتدل مهاب بسرعة وألبسها ملابسها وحملها وذهب بسرعة للمستشفى.

وصل مهاب وطلب الطبيبة، جاءت إليها ودخلت للغرفة ووقف هو بالخارج.

مرت حوالي ١٥ دقيقة وخرجت الطبيبة ف سألها مهاب بسرعة:

- سلمى مالها وإيه الدم دا؟

عقدت الطبيبة حاجبيها وقالت:

- دم! دم إيه وهو حضرتك مش واخد بالك إنه نزيف! إنتَ جوزها؟

زفر مهاب بقلق وقال:

- أيوة جوزها، ممكن تقولي في إيه؟

- يا أستاذ المدام عندها نزيف وقوي ومن الواضح إنه اغتصاب!

ضغط مهاب على أسنانه وقال:

- اغتصاب إيه! بقولك مراتي!

أشارت الطبيبة لغرفة وقالت:

- ممكن حضرتك تتفضل معايا نتكلم جوة؟

- تمام.

دلف مهاب والطبيبة للداخل، جلست وقالت:

- تقريبًا المدام ما كانتش موافقة على الموضوع؟ وشكلكوا متجوزين جديد.

- أيوة.

- من الحالة اللي قدامي اللي حصل مش أول مرة! ممكن لو في حاجة تحكي؟

تنهد مهاب وقال:

- تمام، سلمى كانت اتعرضت لحادثة اغتصاب من ٦ سنين، واللي حصل كان أول مرة واتفاجأت بالدم وبعدها أغمى عليها على طول؟

حركت الطبيبة أصابعها على المكتب أمامها وقالت:

- اغتصاب؟ اللي حصلها دا من التوتر وانتَ مصبرتش عليها، أقل حاجة كنت تسيبها وقت.

مسح على شعره بضيق وقال:

- هي هتفوق إمتى؟

- هي نايمة دلوقت وهتكون فاقت على الصبح، بس عايزة أستفسر عن حاجة؟

نظر لها بتساؤل ف أكملت:

- هي راحت عند دكتور نفسي، هو اللي هيفيدها، لأن ٦ سنين كتير جدًا، كان لازم تروح من وقتها، الدكتور النفسي هو اللي هيعالجها هي محتاجة علاج نفسي مش جسدي، وهيقولك كمان طريقة التعامل معاها، هيفهمك كل حاجة.

نظر لها بتفكير ف أكملت بإقتراح:

- في دكتور زميل ليا كويس، لو عايز ممكن أديك رقمه وتكلمه.

قال مهاب بإعتراض:

- دكتور لأ مراتي ما تتكلمش في الحاجات دي مع راجل.

نظرت له بتفكير، ثم قالت بعد وقت قليل:

- أنا أعرف دكتورة وكويسة برضو، بس مش من هنا؟

- تمام، اسمها؟

فتحت الطبيبة ملف كبير وبدأت بالبحث أمامها، وبعد دقائق أخرجت كارت وأعطته لمهاب الذي قرأ بهمس:

- الدكتورة نهال فتحي الطوخي.

وضع الكارت بجيبه ووقف وقال:

- تمام شكرًا ليكِ.

- العفو ألف سلامة على المدام.

- الله يسلمك.

خرج مهاب وذهب لغرفة سلمى، جلس على المقعد بجوارها بتعب وأمسك يدها وقال بندم:

- أنا أسف مش عارف عملت كدا إزاي؟ مفهمتش خوفك وتوترك وقلقك كنت عامل زي الحيوان بالظبط، شوفت مقاومتك ودموعك وجسمك وهو بيترعش بين إيديا وسكت، كنت حيوان.

قبل يدها وقال:

- هتروحي عند الدكتورة وهتتعالجي وهنعيش طبيعي زي أي حد وأحسن، بس إنتِ قومي أنا أسف.

قبل رأسها وجلس مرة أخرى وهو ينظر لها وبدأ بقراءة أيات القرءان الكريم.

في الصباح استيقظت سلمى ووجدت مهاب أمامها ينظر لها، ف إعتدلت وهي تشعر بألم في جسدها.

- خليكِ أنا هساعدك.

صمتت ف ساعدها ورفعها بحيث تكون جالسة.

ظلوا ينظرون لبعضهم بألم، نظرت سلمى لمهاب الذي ينظر لها بندم وعيونه دامعة، ف أدمعت هي وعندما شعرت بحاجتها للبكاء، وضعت يدها على فمها وهي تبكي بدون صوت.

حرك مهاب رأسه وهو يقول بندم وصوت ضعيف:

- أسف؟

قام واحتضنها بين يديه ف أزالت يدها وبدألت بالبكاء وشهقاتها تعلو.

- أنا أسف أنا كنت مضغوط، مش عايز أشيلك فوق طاقتك، بس الشركة واحنا اتدمرنا والضغط كبير ومش عارف عملت معاكِ كدا إزاي، والله ما عارف!

أمسكت سلمى بقميصه وقالت ببكاء وصوت متقطع:

- أنا مش زعلانة منك أنا زعلانة على نفسي، هو حقك أصلًا وانا اللي بمنعك عنه، قولتلك قبل كدا أنا مش نافعة معاك، ومش هعرف أعيش طبيعي ولا زي حد، أنا مش زي البنات أنا بواقي بنت وما نفعكش، أنا عارفة إنك مش…

قالت جملتها الأخيرة ببكاء أكثر، تشفق على نفسها كثيرًا.

قاطعها مهاب بصدمة وهو يدفنها به أكثر وقال بحزن:

- بس بس بواقي إيه وبتاع إيه مش فاهم، أنا قولتلك قبل كدا إني بحبك وهفضل أحبك، اللي حصل غلطة مني ومش هتكرر، ما تقوليش على نفسك كدا، قولتلك قبل كدا وهفضل أقولك إنتِ ست البنات، إنتِ الوحيدة اللي قلبي دق ليها وبحبها في حياتي.

ظلت تبكي وكلما تزداد في البكاء يضمها بقوة له، ف تبكي أكثر، وهو يتركها تخرج ما فيها من بكاء وضغط.

توقفت عن البكاء بعد وقت ف جلس بجانبها وهي ما زالت بأحضانه وقال:

- إنتِ كويسة؟

حركت رأسها بنعم، ف أكمل بإبتسامة حزينة:

- دا أنا حتى كنت ناوي أفسحك واخدك أحلى شهر عسل.

تم نسخ الرابط