ييراء

موقع أيام نيوز

- عيل إيه! وهو فيه عيل يولع في شركة! دا شحط أهو!

تنهد مهاب وقال بضيق وهو يخرج دخان سيجارته:

- مش وقت استظرافك دلوقت! الواد دا شوية وابقى خرجه، مهما كان ابن عمي وواد طايش.

- تمام، هقول إيه يعني!

تنهد مهاب مرة أخرى وقال:

- ولا حاجة.

صمتوا لبعض الوقت ثم قال مهاب بحيرة:

- ألا قولي يا قاسم؟

نظر له قاسم يحثه على إكمال حديثه ف قال:

- سلمى لما حصلتلها الحادثة، راحت عند دكتور؟

نظر له قاسم وقال بإستغراب:

- أكيد راحت عند دكتور دي انهارت!

حرك مهاب رأسه بنفي وقال:

- لا لا قصدي دكتور نفسي؟

حك قاسم شعره وقال بحيرة:

- لأ ما جاش في دماغي وقتها حاجة زي كدا، بالإضافة إن محدش قالي!

- طيب تمام.

ضيق قاسم عينيه وقال بتساؤل:

- إنتَ بتسأل ليه؟ حصل ليها حاجة؟

أخفض مهاب نبرة صوته وقال بلا مبالاة مصتنعة وهو يلقي بالسيجارة من النافذة:

- لا ولا حاجة كنت بسأل بس.

نظر له قاسم بشك وقال:

- تمام.

كان مهاب لا يريد بمعرفة أحد الأمر، حياتهم لهم وبمفردهم، حتى إذا كانت الأخطاء منه أو حتى منها.

..........................................

عاد مهاب مع قاسم وأخذ سلمى وذهب لمنزلهم.

ومر الوقت وذهبوا للنوم واستلقى الاثنين على الفراش، ف سحبها مهاب لأحضانه وهو يقول:

- سلمى؟

أجابت سلمى بخجل وهي تحاول إخراج نفسها من أحضانه:

- نعم؟

ضيق مهاب عينيه بمرح وهو يقول:

- بطلي تتحركي مش هسيبك.

هدأت سلمى حركتها وقالت بهمس:

- حاضر.

مد يده وعبث بخصلات شعرها وهو يقول:

- عايزة تنامي ولا نتكلم؟

ابتسمت سلمى بخجل وقالت:

- اتكلم؟

ابتسم مهاب لها الأخر ثم قال:

- إنتِ عايزة تفضلي خايفة مني؟

نظرت له وقالت بإستغراب:

- مش فاهمة كلامك، بس أنا مش خايفة منك أوي.

ابتسم مهاب وقال:

- وانا عايز تبقي مش خايفة مني خالص، وبعدين أنا ما بخوفش؟ ولا إيه؟

هربت بعينيها وقالت بتوتر:

- أه ما بتخوفش.

مسح على وجهها بحنان وقال:

- أنا عارف إن اللي حصل مني امبارح مكانش المفروض يحصل بعد ما اتطورنا في علاقتنا شوية وجيت أنا هديت كله باللي عملته بس كان غصب عني، وانا عارف إن الغلط عليا و

قاطعته سلمى بقولها:

- وانا قولتلك امبارح برضو إن دا حقك ومحدش يقدر يمنعك عنه، بس اللي حصلي هو السبب يعني، أنا مش عارفة إنتَ فاهمني ولا لأ، أنا حتى مش فاهماني.

أمسك مهاب يدها وقبلها وقال:

- وانا عايزك تكوني فاهمة نفسك وفاهماني وانا أفهمك وكله.

صمت وهو يراها مهتمة بحديثه وقال بتساؤل:

- حبيبتي إنتِ عارفة إن الكل بيبقى عنده مشاكل مع نفسه أو مع غيره ودا مش عيب، بس العيب إن احنا ما نعترفش بيها ونحلها؟

نظرت له سلمى بحيرة وقالت:

- أنا فاهمة إنك عايز تقولي حاجة ومش عارف تقولها، بس اللي لسه مش فاهماه هي إيه؟

تنهد مهاب وقال بتوتر:

- دكتور نفسي؟

نظرت له سلمى بعدم استيعاب ف قال:

- إنتِ بتخافي مني ومش بتتكلمي معايا تقريبًا، وانتِ عايزة حد يسمعك وتحكيله اللي في قلبك ومخاوفك وهو يحلها، عايزة بس حد يسمعك.

نظر لها وجدها تنظر للأسفل بملامح غير مقروءة ف أكمل:

- الدكتور النفسي مش حاجة وحشة، هو دكتور عادي وبيسمعك، إنتِ تحكي وهو يسمع وينصحك؛ لإنك يا سلمى لسه عايشة جوة اللي حصلك ومش عايزة تطلعي من الدايرة دي، ولازم تخرجي وتتكلمي وتوسعي دايرتك.

رفع رأسها وهو ينظر لها بحنان وقال:

- تروحي؟ لو مش عايزة خلاص مش هجبرك على حاجة، دا مجرد اقتراح؟

نظرت له بتوتر وقالت بدموع:

- بس إنتَ هتكون معايا؟

ابتسم لها مهاب بفرحة وقال:

- أكيد هكون معاكِ ومش هسيبك أبدًا.

أردفت هي بتوتر:

- أبدًا؟

مسح دموعها برفق وهو يقول وهو يشدد من احتضانها:

- أبدًا يا روحي.

..........................................

تجلس سلمى بجوار مهاب بالسيارة وهي تفرك يدها بتوتر وتحاول كبح دموعها.

مد مهاب يده واحتضن يدها بيده وهو يقول بإبتسامة:

- خايفة ليه بقى؟ مش قولت هبقى معاكِ؟

حركت رأسها وقالت بدموع:

- أنا خايفة أوي.

ابتسم مهاب وشدد على يدها بتشجيع:

- متخافيش أنا معاكِ.

أوقف مهاب السيارة ف نظرت له وقالت بإستغراب:

- وصلنا؟

ابتسم لها مهاب وهو يذهب:

- استني.

حركت رأسها بطاعة وقالت:

- حاضر.

دقائق وصعد مهاب السيارة ومعه كيس بلاستيك به عصائر.

مد يده وأخذ علبة عصير فتحها وأعطاها لها وقال:

- خدي اشربي واهدي مفيش حاجة.

أخذتها منه وبدأت بإرتشافها وهي تغلق عينيها بإرهاق.

نظر لها مهاب بإشفاق وهو يقول في نفسه:

- خوفتيني عليكِ بزيادة، وترتيني يا سلمى.

تم نسخ الرابط