ييراء

موقع أيام نيوز

 - أنا عايز أفهم أختك مش موافقة عليا ليه؟ فهمني يا أخي؟

- سلمى اتعرضت للإغتصاب يا مهاب من ٦ سنين كدا، الموضوع مأثر عليها ومش موافقة على حد خالص أصلًا!

- اتعرضت للإغتصاب!

- أيوة.

- وما قولتش ليه من زمان؟

- إنتَ عرضت الجواز وهي رفضت ف ما قولتش، لكن لقيتك طلبت تاني ومُصِر ف قولت أعرفك لإن من حقك تعرف.

- وهو أي حد كان بيجيلها كنت بتقوله على كدا؟

- مش أي حد، لو حد طلب إيديها بفتح معاها الموضوع لو رفضت كالعادة مش بقوله ولو مشي مع السلامة، ولو فضل مصِر عليها بقوله اللي حصل، ولما يعرفوا بيمشوا بعدها، حتى اللي حبتُه فيهم لما عرف سابها ف بعدها فقدت الأمل ولغت فكرة الجواز من دماغها.

- طب حصلها إزاي؟

- مش بحكي تفاصيل يا مهاب، يكفي إنك عرفت وليك حق تختار، أسيبك أنا.

- لاء إستنى هِنا، أنا مليش دعوة باللي حصل زمان، دي حاجة قديمة وغصب عنها ملهاش ذنب، أنا ليا دعوة بدلوقت، روح وكلمها في الموضوع.

 - مش هتوافق!

دلف قاسم ومهاب للغرفة، وجدوا سلمى ومن حولها دماء.

- سلمى! سلمى حبيبتي جرالك إيه؟

أردفت سلمى ببكاء وصراخ:

- أنا عايزة أموت، أنا تعبت أنا عايزة أروح عند بابا، العالم والدنيا وحشة ومش قادرة أعيش، مش قادرة يا قاسم.

ضمها قاسم لصدره وهو يقول بدموع:

- حقك عليا انا، حقك عليا انا يا حبيبتي، مش إنتِ دايمًا بتقولي سلمى قوية؟ إي اللي حصل؟

- أنا انكسرت واندبحت ومحدش حاسس بيا، مش قادرة أكمل حياتي وانا كدا، أنا ادمرت يا قاسم والله العظيم ادمرت.

نزلت على الأرض، ف نزل بها قاسم وهي في أحضانه، ربط قاسم عليها وهو يقول بثبات ضعيف:

- ما عاش ولا كان اللي يكسرك، إنتِ قوية وهتفضلي طول عمرك كدا، أنا موجود معاكِ وف ضهرك وعمري ما اسيبك.

ظلت تبكي بعنف وشهقاتها تزداد، هبط إليهم مهاب وهو ينظر إليها بهدوء، ثم قال بحنان:

- أنا عارف ومقدر اللي إنتِ فيه وحساه، هو إحساس صعب بس لازم نتخطاه، حياتنا مش بتقف على حد أو حاجة، ربنا حطك في اختبار وواجب عليكِ تقومي منه وتشكريه، ما قومتيش منه من زمان تقومي منه دلوقت، الوقت لسه معاكِ وكل واحد مش ضامن الوقت والنفس اللي معاه وفيه؛ مش بنبقى عارفين هيكمل ولا خلاص كدا مبقاش فيه

نظر لها وجد دموعها توقفت وتنظر إليه ببراءة، ووجهها ملطخ بالدموع، ف أكمل وهو ينظر لقاسم:

- تسمحيلي أبقى معاكِ وأساعدك في الاختبار؟

نظرت لأسفل ثم قالت بنبرة متوترة:

- مش بحب أشارك حياتي مع حد.

- بس دا لازم، ربنا خلق كل واحد فينا وليه شريك في حياته، الحياة ما ينفعش تعيشيها لوحدك.

- وانا أزهق حد بمشاكلي لي؟

- أنا صبور يا ستي ومش بزهق، ها إي رأيك؟

نظرت لقاسم بتساؤل، ف نظر لها بتشجيع ف قالت:

- ينفع أفكر؟

- إنتِ ما تسأليش؛ إنتِ تعملي اللي على مزاجك على طول.

نظرت للأسفل بخجل، ف مد مهاب يده لها وهو يقول:

- يلا نقوم؟

ضرب قاسم يد مهاب بضيق وهو يقول:

- في إيه يا لا! أنا مش مالي عينك!

تنهد مهاب بضيق وهو يقول:

- حقيقي أنا زهقت منك! صدقني تتم الجوازة دي ومش هتلمح ضافرها تاني.

- دي أختي يا لا!

- يا عم بلا اختك بلا بتاع! وريني هتبقى تشوفها إزاي!

- هقوملك يا مهاب؟

- بس يا حبيبي، أنا ماشي دلوقت بس جاي تاني، ها؟

قال كلمته الأخيرة وهو يغمز لسلمى، ف توترت ودفنت نفسها أكثر بشقيقها قاسم.

ضحك مهاب ثم وقفوا جميعًا، وقال مهاب:

- سلام دلوقت.

أردف قاسم بإبتسامة:

- سلام.

ذهب مهاب وهو يقول بصوت عالي:

- هتغدى معاكم وقت تاني، مش هتخلص مني غير لما أتغدى عندكم.

- تنور يا اخويا.

ذهب مهاب، ثم قال قاسم بصدمة:

- إيديكِ بتنزف يا سلمى! إنتِ ما خدتيش بالك!

أردفت سلمى بدموع وهي تنظر ليدها:

- لا، ما خدتش بالي، مش حاسة بحاجة كالعادة.

قال قاسم وهو يذهب ليحضر صندوق الإسعافات:

- إهدي يا سلمى، كله هيعدي والله كله هيعدي.

تنهدت سلمى وهي تقول بهمس:

- مفيش حاجة هتعدي، بقالي سنين في نفس الموال.

أحضر قاسم صندوق الإسعافات، وربط قاسم يد سلمى لمنع نزيف يدها.

- يا لهوي! إي دا؟

- أروى؟ جيتِ إمتى؟

- لسه جاية يا قاسم! الأوضة مالها ومال إيدك يا سلمى؟ أنا وانا طالعة لسه شايفة مهاب نازل من هِنا؟ في حاجة؟

قال قاسم وهو يضم سلمى:

- مفيش حاجة يا أروى، سلمى إيديها بس اتعورت.

جلست أروى بجانب سلمى وأمسكت يدها وهي تقول بقلق:

- وريني إيدك دي كدا؟ كويس إنك ربطتها بس بتنزل دم جامد؟

تم نسخ الرابط