روايه
المحتويات
عملت انا ...
لم ترد أن تقف أكثر من ذلك حتى لا يراها أحد ويقول أنها تتلصص على الأبواب المغلقة طرقت الباب ودخلت أعطته جرعته وخرجت مرة أخرى
اتجهت لغرفتها وأفكارها مشتتة مما سمعت هل تقصد خالد بما قالت هل هى ليست أمه
الآن فقط فهمت أسباب نظرة الحزن الدائمة فى عينيه أسباب مكوثه فى مصر كل هذه المدة لدرجة أنه أتقن اللهجة المصرية وايضا أسباب اختفائها من المستشفى فى مصر بمجرد ظهوره هو ومكوثه مع والده .
..السلام عليكم ...
...عليكم السلام انتى فين ...
...خالد ...
..قلت انتى فين ...
...فى الاوضة ...
...أخرجى دلوقتى استأذنى الأمير وقوليله انك هتخرجى تشترى شوية حاجات وأن ذينب هتخرج معاكى وأما هتنزلى هتلاقيها مستنياكى على باب البيت يلا ...
خرجت مع ذينب فى سيارة كانت تنتظرهم بسائق خاص ترجلا منها عند مول كبير واخبرت السائق أن يعود لهم عند السادسة والساعة الآن الثالثة والنصف
...أنا مش فاهمة حاجة يازينب إحنا هنا ليه ...
...أوامر مين
قبل ان تكمل سؤالها وجدت سيارة بزجاج أسود تتوقف أمامها انفتح الزجاج أنه هو .
...اركبى ياهدى ..
دخلت بالكرسي الذى يجاوره كانت متصورة أن زينب ستركب هى الأخرى لكنها وجدته يقول لها
..متنسيش نفسك 5 ونص بالكتير تبقى هنا ...
ثم انطلق بالسيارة التفتت هدى لزينب و السيارة تبتعد عنها ثم التفتت له وكأنها تستفسر عما حدث .
..لأ بس مستغربة. ..
...من ايه أنا بس حبيت اشوفك قبل ما اسافر ...
انقبض قلب هدى والتفتت له فجأة
...أنت هتسافر ...
...أيوة هروح الأول جينيف عندى شوية شغل هناك وبعدين هرجع مصر ...
...وهتسيبنى لوحدى ...
كان دور قلبه هذه المرة لينتفض من كلمتها وتعلقت عينيه بها لبرهة فأحست أنها تسرعت فى كلامها فتراجعت عنه
اكتفى بالصمت ولم يجبها إستمر تردد كلماتها فى عقله ...وهتسيبنى لوحدى. ..
كان بحق يريد أن يرد عليها ويقول ... أنا اللى هكون لوحدى ياهدى ...
توقف أمام مطعم كبير ترجل وتبعته هى كانت طاولات المطعم مرتبة بشكل يحافظ على خصوصية الجالسين متباعدة بعض الشئ ويفصل بينها ستائر غير شفافة
وكأن خالد قرأ أفكارها فقال ... معظم الستات هنا منقبات فى مطاعم معينة عشان تقدر المنقبة تاكل براحتها. ..
بعد طلب كل منهما ما يشربه وتم وضعه على الطاولة امامهما بدأ خالد بالكلام
...ايميلاتى كلها متسجلة فى التيليفون اللى معاكى وهكون على اتصال مستمر بيكى يعنى مش هسيبك زى ما قولتى ...
طرأ شيئا فى عقلها فطأطأت رأسها للأسفل وحاولت الانشغال بالعصير الذى أمامها
...مالك ياهدى
... خاېفة ...
...من ايه فى حاجة معرفهاش. ..
اضطربت بعض الشئ ... لا ابدا ..
...لأ فى بس انت مش عايزة تقولى بس هقولك انا فيصل صح ..
رفعت عينيها له متفاجأة
...ليه مقولتيليش أن فى حد مدايقك ...
...هو معملش حاجة مبديش حد فرصة لحاجة بس مجرد نظراته بتدايقنى. ..
...مبتديش حد فرصة أذاى انك تحبسى نفسك فى الاوضة بتاعتك طول الوقت. ..
...ده الأفضل خلينى براحتى ...
...أنا مبطلبش انك تخرجى بالعكس انا عايزك تفضلى بعيدة عن الكل وملكيش دعوة بحد طول فترتك هنا لحد ما ترجعى مصر على خير ...
...أنت ليه بتتكلم كأنك مش راجع هنا تانى ...
..معرفش بس ممكن مش عايزك غير انك تاخدى بالك من نفسك ومتديش الأمان لمخلوق هنا وأما ترجعى مصر لينا كلام تانى ...
...مش فاهمة ...
...لأ انتى فاهمة ...
اخفضت عينيها للأرض وهو يقول
...على أساس أنه ينفع ...
مد يده ورفع وجهها له
...فكرة ينفع أو مينفعش دى سيبيهالى مهمتك انتى أن تاخدى بالك من نفسك وبس...
استمر الحوار هكذا لأكثر من ساعة لم يقل أحبك أو أريدك أو حتى سنتزوج لم يقل أى كلمة فعلية فقط إيحاءات بالكلام وهى مثله لكن يكفيها ما قال وأكثر يكفيها لتتأكد أن تعلقها
به لم يكن من فراغ
اوصلها للمول مرة أخرى ووقف بسيارته على أحد جوانب الطريق فلم تكن زينب قد وصلت بعد
....هتكلمينى طول الوقت عايزة اعرف كل حاجة كأنى موجود معاكى ...
أمائت بالإيجاب ثم قالت
...أنا لحد دلوقتى مسألتش انت ماشى ليه حتى من غير ما تسلم عليهم ولا ايه حصل خلاك تسيب البيت من يومين ....
...يمكن ييجى يوم واقولك المهم عايزك تعرفى أن موضوع فيصل انتهى مش هيقربلك ولا هيتعرضلك تانى ...
...أنا اقدر احمى نفسى كويس ...
...الكلام ده فى مصر مش هنا ياهدى انتى هنا وحيدة وضعيفة يعنى تجنب...
ظهرت ذينب فى طريقها من بعيد كان رؤيتها كلسعة ڼار أصابتهما معا وكأنها هى السبب فى فراقهما استمرت عينيهما معلقة بها
متابعة القراءة