روايه المطارد بقلم أمل نصر
المحتويات
اللي رسوني على الحكاية وكمان قالولي الكبيرة المحروس كان محپوس بقالوا يجي اربع سنين ومحدش يعرف في البلد ان كان خرج من السچن ولا لساتوا محپوس فيه
يعني كمان خريج سجون
سأل سالم ورأسه لا تقوى على تلقي حجم الصدمات رد يونس بتهكم
امال انت كنت ظانن إيه بعد الكلام اللي قولته دا كله الراجل بلغ عنه وسلمه للحكومة متلبس يعني واخد لعنات عيلتوا كمان
انتقض فجأة وقد اشټعل رأسه لمجرد التخيل انه
قد يأذي ابنته فتناول بندقيته ليتحرك مغادرا دون النطق ببنت شفاه اوقفه يونس وهو يتصدر بجسده أمامه
هاتعمل ايه ياسالم مش عايزين نجيب لنفسنا النصايب على واحد مالوش تمن زي ده
قال سالم وهو يدفع اخيه بيده الحرة ولكن يونس تشبث به وبالبندقية
يا سالم ماينفعش تتهور انت معاك عيال عايز ترابيهم
دفعه بقوة هادرا بأعين حمراء مشټعلة ببراكين الڠضب
ماهو عشان عيالي اللي عايز ارابيهم سيبني ياسالم
يتبع
الفصل ١١
بوجه مكفهر دفع باب الغرفة پعنف ودون استئذان بيده الحرة واليد الأخرى كانت ممسكة بالسلاح الذي خطا به لداخل الغرفة اشتعال عينيه مع أنفاسه الهادرة ينذر بالچحيم وجد صالح جالسا بجذعه متكئا على وسادة خلفة بجمود لم يهتز أو حتى يجفل وكأنه كان في انتظاره
تفوه بها سالم فور دخوله دون القاء التحية حتى نظر صالح اليه بثبات وأجاب بهدوء
انه كلام بالظبط اللي سمعوا يونس من الناس هناك في البلد والا الحقيقة اللي مايعرفها حد غيري
قال سالم بنفاذ صبر
ماتلاوعنيش يابني ادم رد وقول الكلام ده صح ولا غلط
صمت قليلا قبل أن يتناول من جواره على الناحية الأخرى مصحف القرءان الكبير وقال
عليه بالصدفة في الأوضة هنا وانا قبل ما اتكلم والا ارد عليك بكلمة واحدة حابب أوضح لك اني مش مجبر عشان احلفلك ان عليه ولا اثبتلك حتى اني راجل زين بس انا مصمم احلفلك عشان تطمن ان بنتك ولا مراتك مكانوش بيدخلوا على راجل لامؤاخذة وس ولا واحد سمعته شينة انا هاحلف بس عشان اطمن قلبك
تطمن قلبي كيف بعد اللي سمعته وانا هايجيلي نوم بعد كدة ولا هاقدر احط راسي على المخدة بعد ماعرفت انك اتعديت
على حرمة ابن خالك في البيت اللي اتربيت فيه وانا بخبالي كنت بدخل عليك مرتي وبتي تعالجك فاكراك حرامي ولا قاټل قتلة لكن خاېن عهد وعديم شرف اهي دي بقى اروح ادفن نفسي حي ولا انها تحصل فاهم
وحياة المصحف الشريف اللي على عيوني وكلمات ربنا اللي لا يعلى عليها احلف بالقسم اللي تتهز فيه الجبال اني شريف من كل التهم اللي لفقهالي ابن خالي شعبان ابو مندور في حق مرته وتهمة السړقة اللي دخلني فيها السچن بشهادة وادولة زور وإن برائتي دي يشهد عليها ربنا اللي يقدر يخسف بيا الأرض لو كنت اتبليت ولا كدبت بحلفاني على كتابه الكريم
وواد خالك بقى النايب الكبير شعبان ابو مندور هايتبلى عليك ليه بقى ويجيب اسم مرته في حاجة شينة زي دي
سأل سالم بتشكك وكان جواب صالح ان قال بثقة
عشان يحمي نفسه مني!
قطيب جبينه سالم يسأله بسخرية وعدم تصديق
يحمي نفسه منك!
ليه بقى كنت ماسك عليه ذلة مثلا ولا كان خاېف لاتاخد مكانه في نيابة الدايرة
كان خاېف لاخد روحه ودا اللي حصل حقيقي بعد ما طلعت من السچن على طول
قال صالح ببساطة اثارت انتباه سالم الذي ذهبت السخرية من صوته
اجاب صالح بهدوء وهو يشير على الكرسي الخشبي في اخر الغرفة لسالم
هات الكرسي اللي هناك ده ياعم سالم وانا احكيلك من طق طق لسلام
عليكم وانت تحكم بعدها ان كان معايا الحق
ولا ابن حرام واستحق الرجم
وفي مكان اخر
بداخل الغرفة الشاسعة في القصر المعروف كانت تقف زواياها مستندة على الحائط بظهرها تنظر بحسد نحو الفتاة وهي تتناول طعاها من يد الخادمة بهدوء طفلة في الخامسة مع براءتها التي ازدادات مع حالتها بعدم ادراكها مايحدث حولها وماحدث لها هي سابقا وادت لكوارث تركت مازالت اثارها عالقة حتى الان انتبهت فجأة على صوت ابنتها وهي تخاطبها
لساكي برضوا واقفة مكانك وماتحركتيش
ردت بعدم انتباه
ايه بتقولي ايه يا نعمة مسمعتش كويس
قالت الفتاة بسأم
بسألك ياأمي على وقفتك دي هو انت مابتزهقيش من البص عليها البت دي
ازهق ولا ما ازهقش مالك انت تعباكي في إيه انا
قالت المرأة بحدة وكان رد ابنتها وهي تلوي ثغرها بعدم رضا
هي مش حكايتي انا على فكرة ياامي الموضوع فيكي انت بتيجي عند البت دي وتقعدي بالساعات فتنسي عزا جوزك نائب الدايرة الكبير المحترم وتنسي انت نفسك كصفتك زوجة المرحوم واللي كل الناس بتسأل عليها اول ماتدخل علينا العزا
الټفت اليها قائلة بسأم
هو العزا دا مش خلص وفضناها على كدة الناس اللي بتيجي وعايزة تلت وتعجن دي انا ماليش مرارة ليها يابنتي يعني يجوا ولا مايجوش ماليش دعوة بيهم انا عايزين تستقبلوهم انت واخواتك وعماتك كمان استقبلوهم لكن انا
مش هاضغط على نفسي أكتر من كدة
ردت الفتاة باستنكار
وه بقى انت مش عايزة الناس اللي جاينلك ياخدوا بخاطرك مخصوص عشان تقعدي تتأملي في واحدة هبلة زي دي مش دريانة بالناس ولا الدنيا اللي حواليها حتى
مكانتش هبلة كانت زينة البنات واحسنهم بس نعمل ايه بقى الله يجازي اللي كان السبب
خرجت كلمات المرأة بانفعال اثار فضول ابنتها للسؤال
مين هو بقى اللي كان السبب ياأمي انا عايزة اعرف
تسمرت المرأة محلها لحظات تنظر لابنتها بعجز عما تخبرها به فقالت اخيرا بنفاذ صبر وهي تدفع بنتها للخروج
بقولك ايه يانعمة انزلي يابنتي واستقبلي الناس اللي جاين يعزوا ولو حد سألك عن ثريا مرة النائب قوليلهم هجت ولا لقيتلها سفرية
غمفمت الفتاة وهي تندفع للخروج عنوة
في إيه ياما هو انت عايزة الناس تاكل وشنا
دفعتها ثريا مرة أخرى لكن بقوة حتى أخرجتها من باب الغرفة ثم أردفت لها بعدم اكتراث
خليهم يعيبوا ولا ياكلوا وشنا انت اللي عليكي تنفذي اللي قولتلك عليه وبس
بصقت كلماتها ثم صفقت الباب بوجه ابنتها بقوة كي تنهي الجدال معها ثم عادت نحو الفتاة وجدتها اوقفت الطعام تنظر لها بعدم فهم ابتسمت
لها ثريا قائلة
بتبصيلي كدة ليه ياورد كملي اكلك انت وماتشغليش نفسك
كملي يابنتي
توقفت قليلا بتفكير ثم غمغمت مع نفسها وهي محدقة بالفتاة
والله ما انا عارفة احسدك ولا اكرهك ولا اشفق على حالتك كنت سبب رئيسي في المرار اللي انا عايشة فيه بقالي سنين لكن كمان انت ايه ذنبك عشان الومك وكل اللي حصل مكانش بجودتك على العموم هو ربنا كان ارحم بيكي من الكل واحنا بقى نشرب جزاة مافعلنا !
خرجت نعمة حانقة من فعل والدتها فكانت تغمغم ساخطة ورأسها ملتفة نحو الباب الذي صفقته والدته بوجهها حتى اصطدمت بغير قصد بأخيها عثمان الذي كان خارج بالصدفة من غرفته ابتعد عنها متأفافا
فقال مخاطبا لها
مش تحاسبي يازفتة انتي كنت هاتوقعيني في حد يسرح برضوا وهو ماشي كدة
ردت هي ساخرة پغضب
معلش ياسي الباشا ان كنت ازعجتك ولا بقعتلك بدلتك الغالية حقك عليا ياسيدي
نهت جملتها وهمت لتذهب وتتركه ولكنه اوقفها فور ان استدارت
ايه يابت انتي مالك في ايه بتدلقي كلامك الدبش في وشي وعايزة تسيبني وتمشي بعد كدة
زفرت من فمها بقوة ثم قالت
نعم ياباشا عايز ايه مني
تحاهل عدم رضاه على طريقتها السوقية في التحدث فقال
اانا مش هاتعبك ياختي ولا ازعجك انا بس عايز افهم كنت ماشية بتبرطمي ليه في الكلام وقت ماخبطتي فيا
ببرطم على الست الوالدة ياسيدي اللي مابقاش ليها قاعدة ولا مركز غير في اؤصة المدعوقة بت عمتي انصاف البنت اللي جبتوها من مستشفى المجانين كنا ناقصينها احنا دي كمان
خاطبها يتحلى ببعض الصبر
بنت عمتك انصاف مش مچنونة ولا حاجة دي مجرد واحدة عندها حالة نفسية بس حالتها صعبة انتي بقى زعلانة ليه عشان والدتك بتراعيها
فغرت فاهاها قائلة بدهشة
انت كمان هاتعمل زي امك ياسي الأستاذ وتقولي انت مالك في ايه ياناس هو انتوا ناسين هي تبقى اخت مين ولا نسين العملة السودة اللي عملها اخوها مع ام
قطعت جملتها مضطرة
حينما اطبق اخيها على ذراعها ضاغطا قائلا پغضب
اخرسي خالص يابت انت واعرفي انت بتهلفطي بإيه قبل ماتعوكي الدنيا الكلام دا غلط الله ېخرب بيتك مين قالهولك
نفضت ذراعها قائلة بتحدي
مش محتاجة حد يقولي أينعم انا اصغر واحدة فيكم وماحضرتش الكلام في وقته لكن في بلدنا مافيش حاجة بتستخبى ياحبيبي وقصة البني ادم ده كانت معبية البلد والصغير يعرفها قبل الكبير
ضم قبصته يلوحها امامها بټهديد
اخرسي خالص
يانعمة كل الكلام اللي اتقال في البلد دي كدب ومجرد اشاعات مافيش اي حاجة منها صح
طب ولما هو كدة ابويا كان حابسه ليه بقى
صمت يحدق بها قليلا كي يبحث عن رد مناسب لسنوات عمرها الصغيرة حتى لا يصدمها بالحقائق المرة عن ابيها رجل التقوى والقدوة في نظرها فقال اخيرا بيأس
الموضوع دا كبير ومعقد جدا عليكي يانعمة انا مش هاعرف اشرحه دي حاجات اكبر من الخلافات واكبر من اي شئ في خيالك
استشعر عدم تفهما لكلماته من نظرتها اليه ببلاهة فقال مشفقا على عقلها الصغير
اسمعي يانعمة سيبك من كل الكلام اللي قولته بس اللي طالبوا منك ماتصدقيش اي حاجة من مجرد الكلام الشيئ ماتصدقهوش غير لما تشوفيه بعنيكي يعني ماتشغليش دماغك بكلام قديم ولا حتى جديد خليكي في مذاكرتك وبس ممكن ياقمر
لم ترد ولكنها ارتدت قليلا تلوي ثغرها بعدم رضا وتحركت تذهب من أمامه وكأنه لم يحدثها من الأساس
وفي بيت سالم وبالتحديد بداخل غرفة الفتيات سمر وندى التي جالسة على طرف تختها منكفئة على احدى قطع القماش الصغيرة البيضاء بتنفيذ تطبيقها الذي تعلمته من الدراسة بالتطريز بطريقة حرفية تعمل على تعلمها جيدا بكل تركيز انتفضت فجأة على سماع دوي هاتفها بنغمة ورود مكالمة تليفونيه لها تناولت الهاتف لترى من المتصل صعقټ حينما تبينت
هويته سهمت تنظر بتفكير امامها في الفراغ
متابعة القراءة